مما ﻻ شك فيه أن تعلم أي شيء ﻻ يأتي بالسهولة التي يتوقعها المتعلم،حتى و إن كان ما يريد تعلمه يعتبر سهل الفهم و الحفظ،و لكنه سيبقى معتمدا على مكتسبات قبلية للمتلقي،و هذا ما ينطبق تماما على علوم الحاسب،إن لم يكن أكثر علم يتطلب مكتسبات قبلية...
علوم أمن المعلومات،أو كما يحب أن يسميها البعض بإختبارات اﻹختراق،تحتاج إلى معرفة مسبقة بكثير من العلوم،أهمها: العتاد،البرمجة،الشبكات،أنظمة التشغيل...بالتالي لتتعلم علوم أمن المعلومات عليك أن تلم على اﻷقل بشيء من كل تلك العلوم حتى تستطيع اﻹنطلاق في تعلم إختبار اﻹختراق.
قد يعتقد البعض أني أصعب اﻷمور أو بصيغة أخرى أجعلها مستحيلة في نظر البعض و لكن هذه هي الحقيقة و ﻻ شيء غيرها،فتخصص أمن المعلومات يعتبر أحد أكثر التخصصات "صعوبة" في الجامعة حتى أن بعض الجامعات ﻻ تدرس هذا التخصص ﻷنها ببساطة ﻻ تملك أساتذة متخصصين في هذا المجال لوحده، حتى و إن استطاعت تدريسه لطلابها فهم سيدرسون اﻷساسيات و فقط و ﻻ شيء غيرها ﻷن المواضيع المتقدمة.أفضل طريقة لدراسة اﻷمور المتقدمة في مجال أمن المعلومات هي المؤتمرات التي تهتم بهذا المجال،ففيها يجتمع كل المهتمين،و فيها يتبادلون المعلومات.
يعتقد البعض أن المهتم بأمن المعلومات عليه أن يجيب على كل اﻷسئلة التي تطرح،و هذا شيء خاطئ أيضا،فحتى تخصص أمن المعلومات تندرج تحته العديد من التخصصات اﻷخرى،فهنالك خبراء أمن معلومات مهتمون بالويب،و البعض اﻷخر يهتم بحماية اﻷنظمة،و منهم من هو مهتم فقط بالهندسة العكسية و منهم من يصب كامل اهتمامه على تقنيات التشفير و فك التشفير و هكذا و بالتالي من الممكن جدا أن تجد خبيرا أمنيا يهتم بالهندسة العكسية و ﻻ يفقه في مجال أمن تطبيقات الويب.
هنالك أيضا تخخصات أخرى مثل اﻹختراقات الفيزيائية،و أعتقد أنكم تتذكرون ذلك الهاكر الذي استطاع باستخدام متحكم أردينو أن يخترق أقفال ابواب الفنادق،و البعض اﻷخر استطاع اختراق جهاز منظم ضربات القلب و هذا ما يسمى بالإختراق الفيزيائي،هنالك عدة أنواع أخرى من أمن المعلومات مثل فك شفرات القنوات التلفزيونية...
ما الذي سنحتاجه للبدء في تعلم اكتشاف و استغلال ثغرات فيض الذاكرة؟
سؤال جيد،علينا أن نكون بدراية و لو بسيطة عن لغتي أسمبلي و سي،لماذا؟ببساطة ﻷن بدون أسمبلي لن يكون بإمكاننا فهم ميكانيزم عمل البرامج و تنفيذها ما بين الذاكرة و المعالج،و بدونها لن نستطيع كتابة اﻹستغلاﻻت.لغة السي هي أكثر اللغات البرمجية قربا للغة اﻵلة و لغة اﻹنسان معا و بالتالي ستكون آداتنا اﻷولى لكتابة اﻹستغلاﻻت.
و بالتالي فقبل التفكير في دراسة ثغرات فيض الذاكرة علينا أن نتعلم أساسيات لغتي أسمبلي و سي و هو ما سنحاول التركيز عليه في الدروس المقبلة بحول الله...دمتم بود،سلام
تعليقات
إرسال تعليق
شاركنا رأيك حول الموضوع...